العبودية المختارة
رؤية للعبودية المعاصرة (رؤية وتحليل ... ضاحي الغريب)
العبودية ..لن أتحدث عن العبودية بمعناها المباشر هنا ولكنني سأحاول توضيح العبودية العصرية حينما نظن أننا أصبحنا أحراراً وزمن العبودية قد ولّا وراح ولكنه في الحقيقة مازال موجوداً وبشكل اخطر من ذي قبل.
نحن الآن نعيش في زمن غريب جداً فيه الأوراق دائماً مبعثرة وقليلون هم من إستطاعوا ترتيبها بشكلها الصحيح ..هذا إن كان هناك شكل واحد متفق عليه لدى البشر وهذا يجعل من الحياة تجربة صعبة يعيشها الإنسان المعاصر وتجعله يقع في دوامات عميقة في مشوار حياته وكما أرى تجعله أسيراً من حيث لا يدري ..يكون عبداً،هناك فرق بين من يكون وراء القضبان ويعرف أنه أسير وبين من يكون في سجن ولا يرى القضبان فيظن نفسه حراً .
العبودية قديماً كانت أن تكون محكوماً جسداً وعقلاً لغيرك وكان الذي يستعبد الآخر يتحكم في جسده وعقله كما يريد ، أما الآن ومع ظهور حقوق الإنسان والمساواة بين البشر إختفى هذا النوع من العبوديه وأصبح ينظر إليه بشكل لا إنساني ..فلجأ هذا المستعبد إلى طرق أخرى -طرق عصرية- وهي السيطرة على العقل فيكون هذا الإنسان عبداً برضاه عبر التحكم بتصرفاته وأفكاره كما يريد،يؤثر هذا النمط الجديد في البشر بشكل لا واعي ويجبرهم على سلوك طريق معين- هم يعتقدون انهم يريدونه- ويكون هو طريق الهاوية .
البشر الآن عبيد في حياتهم لكل ما يخطر في البال من أمور عقلانياً تعتبر دونية ..الإنسان في هذا الزمن عبد للمادة مثلاً– الفلوس – تراه يعمل ويكد ويتعب من اجل المال ..المال يأخذ كل تفكير الشخص لأن الفكرة التي وضعت فينا كبشر هي أن المال هو أساس السعادة في الحياة وهو مفتاح لحل كل المشاكل التي قد تواجهنا … المال أصبح هو المخلّص لنا في الأزمات مهما كان نوعها…
أصبحنا عبيداً للتكنولوجيا وأصبح من لا يملكها متخلفاً ولا يواكب التقدم والحضارة والإنسانية المتطورة ولا يكون فاقدها أفضل من أجدادنا بكثير , أصبح الإنسان عبداً لشهواته الجنسية فأنظروا إلى حياتنا كيف أصبحت مع العنصر الجديد وهو الـ جنس الذي أصبح في المجتمعات الغربية ضرورة وحاجة وكيف تغلغلت هذه الفكرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية التي ما عادت كذلك في عصر العولمة فما يحدث الآن في الغرب يحدث في الشرق أيضاً ،أصبح العالم قرية صغيرة وعندما نضع فيه فكرة كالجنس تصل إلى الجميع بالسهولة التي تريدها الفئة التي تستعبد أنظروا إلى الجنس وكيف دخل في حياة البشر ويقودهم الآن إلى السقوط في تدهور الإنسانية و إنحطاطها إلى ما أقل من الحيوانية في سلوكياتهم التى نراها ونعيشها .
عصر العولمة جعل مهمة إستعباد الناس على نطاق واسع أفضل فأصحاب النفوذ يسيطرون على مجرى أحداث القصة يتقنياتهم العالية وبسلاحهم المفضل – التلفاز – يسيطرون علينا نحن البشر بتقنية الريموت كونترول ويبثون لنا الأفكار التي يريدونها ونحن ما علينا إلا أن نصغي ونستقبل هذا التنويم المغناطيسي الجماعي الذي يمارس علينا برحابة صدر ، هذا العصر الذي جعل منا آلات لا تفكر فقط تقوم بما يجب ان تقوم به ..لا نفكر بما هو صواب أو خطأ .. نفكر في إشباع حاجاتنا الدنيوية التافهة والتي برمجنا على ان نفهمها بهذه الطريقة مما نرى ونسمع كل يوم عبر وسائل الإعلام التي نثق بها ثقة عمياء ، العبودية تمارس علينا من الأشخاص ذوي السلطة الذين يتحكمون بمجرى حياتنا كما يتحكم اللاعب في أحجار الشطرنج ونحن نعيش الدور كحقيقة من دون ان نفكر .
وقعنا في زيف العبوديه أو تم الإيقاع بنا … قيود العرق، اللون، الدين، الطبقية المجتمعية، الوظيفة،الخلفية القومية،المادة،الدرجة العلمية ،الجنس ….
أقول أننا بشر وينبغي لنا البحث عن إنسانيتنا الحقيقية وليس ذلك الهراء الذي يسمى شفقة والذي يمارس على الشعوب الفقيرة ويدّعي الإنسانية ببعض المساعدات التي لا ترتقي لسد حاجة الملايين من المحتاجين…
وهناك نوعا اخرا من العبودية سوف نتاوله تباعا العبودية المختارة في ظل الكفالة وضياع حقوق العمال علي يد الكفيل في البلاد العربية وأتناول دور مكتب العمل ودور جمعية حقوق الانســان .
لقراءة الكتاب أون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق